ما دمت وصلت إلى هنا.. لا ترحل دون أن تترك أثرًا

الكتابة بالنسبة للكثير كالهواء، كالطعام، أمر يوجب لهم الحياة، وأنا منهم. ولكن الكتابة كأي من النشاطات الأخرى لا تعتمد فقط على الموهبة؛ بل البحث والممارسة من أهم الأسباب للتطور والتقدم والتحسّن من حيث الأسلوب ومن حيث الوضوح أيضًا.

Literature. Author writing chapter of novel, poetry book. Bestseller publishing. People standing near typewriter with paper and words, reading book. Screenwriter, poet or journalist working on article

الهدف من هذا المقال هو مساعدتك على كتابة محتوى مثير للقارئ المستهدف، متناسب مع اهتماماته، مفيد وذو هدف واضح. ولتسهيل الأمر عليك، سنستقل سويا رحلة إلى المحطَّات الأساسية للكتابة مع بعض الأمثلة التوضيحية:

  1. قبل الخوض في تفاصيل المحتوى، عليك أن تضع بعض النقاط الأولية على الخطوات الأساسية، مثلا: أين ستقوم بنشر هذا المحتوى؟ أي نوع من المحتوى ستكتب؟ كم عدد الحروف المتوقع؟ وغيرها من الأسئلة
    1. النتيجة: ستكتب مقالا عن الإيجابية لنشره في منصة بزنس نورة في قسم مجلس الكتاب. ستتأكد من عدد الحروف أو الكلمات المقبولة، ومن اتباعك لشروط الموافقة على المحتوى، كما أنك لن تكون بحاجة لإرفاق صور توضيحية معه.
  2. حدد الهدف من المحتوى الذي تريد كتابته. بناءًا على المثال السابق؛ موضوع الإيجابية عام جدًا، لذا حدد مسارك؛ هل الإيجابية في العمل؟ أم خطوات لتصبح أكثر إيجابية؟ أم الفرق بين الشخص الإيجابي والشخص السلبي؟ أم ماذا؟
    1. النتيجة: الهدف من المقال هو كتابة خطوات تساعد القارئ بأن يلاحظ الفرق بين التعامل مع المواقف بإيجابية أو سلبية وبالتالي تساعده في التحوّل إلى شخص أكثر إيجابية وأكثر فعالية.
  3. حدد الفئة المستهدفة؛ من الذي سيقرأ محتواك هذا؟ هل هم من الشباب أم كبار السن؟ هل هم أشخاص عمليين أم متساهلين؟ هل هم ذكور أم إناث أم الجنسين؟ وهكذا.
    1. النتيجة: الفئة المستهدفة هي غالبا من الشباب من عمر 18 وحتى 35 عامًا، معظم اهتماماتهم في إدارة الأعمال والمشاريع الصغيرة، من الذكور والإناث، ومن سكّان المملكة العربية السعودية
  4. حدد أسلوبك ونبرتك؛ إحدى مقالاتي السابقة على منصة بزنس نورة بعنوان “كيف تطور محتواك الشخصي والعملي” تتضمن الكثير من التفاصيل فيما يخص الأسلوب، ولكن بالمختصر أسلوبك يعتمد على عوامل كثيرة وأهمها الفئة المستهدفة. مثلا: كيف يفضّل جمهورك الأسلوب؟ هل يقرؤون باللغة العربية الفصحى أم العامية؟ هل يفضلون النبرة الجدية العملية أم الخفيفة الهزلية؟ وغيرها.
    1. النتيجة: في مجلس كتاب بزنس نورة يتميز كل كاتب بأسلوبه الفريد ولغته الخاصة المعتمدة على شخصيته بشكل عام. لذا بناءًا على اهتماماتك وخبراتك السابقة، قمت باختيار أسلوب الكاتب المخاطب للقارئ، اللغة العربية الفصحى البسيطة الغير معقدة، والنبرة العملية الجديّة.
  5. تجميع المعلومات؛ يعتمد ذلك على خبرتك بالموضوع الذي اخترته أو بحثك أو كلاهما معًا. فهل أنت خبير نفسي؟ أم قارئ نهم لكتب تطوير الذات؟ أم قمت بتجربة جذرية غيرتك من شخص سلبي لشخص إيجابي؟ اقترح أيضًا البحث بكل اللغات التي تتقنها لتنوع مصادر المعلومات من مختلف المجتمعات.
    1. النتيجة: أنت قارئ نهم لكتب تطوير الذات كما أنك ستقوم بالبحث عن معلومات أخرى وتجارب متنوعة لأشخاص مختلفين عن الخطوات الأساسية ليصبح القارئ أكثر إيجابية وأقل سلبية. كما أنك قمت بتجربة بعض من هذه الخطوات ولاحظت نجاح البعض عن غيرها في زيادة نسبة الإيجابية في شخصيتك.
  6. اختصار المعلومات كنقاط عشوائية ومن ثم ترقيمها كخطوات واضحة ومتسلسلة ومترابطة.
    1. النتيجة: بعد البحث وصلت إلى عشرين خطوة تساعد الشخص على أن يصبح أكثر إيجابية، وجدت أن خمس خطوات منهم متشابهة فاختصرتهم، ووجدت خمس أخرى غير مقنعة فحذفتهم. ومن ثم قمت بترتيب الخطوات العشر المتبقية حسب الأولوية والترابط فمثلا: لن تذكر نقطة مثل “عش يومك الآن وليس البارحة أو الغد” كأول خطوة، لأنها توحي بالختام، بل ستضعها كنقطة أخيرة نهائية للخطوات. والنقطة الأولى ستكون مثلا “ابحث عن الإيجابية في المواقف السلبية” فأول الخطوات يجب أن تكون بالمواجهة في مقال كهذا.
  7. تأكد من ترابط أفكارك وتسلسل الأحداث. ليكون محتواك واضحا ومفيدا، عليك أن تتأكد من إجابتك عن الأسئلة الثلاث العظمى: ماذا؟ كيف؟ ولماذا؟ فيكون ذلك غالبا في لبّ المحتوى، في هذه الحالة يكون في خطوات الوصول للإيجابية والبعد عن السلبية.
    1. النتيجة: (السؤال الأول) ماذا عليّ أن أفعل؟ (الإجابة) ابحث عن الإيجابية في المواقف السلبية. (السؤال الثاني) كيف أفعل ذلك؟ (الإجابة) نجد أنفسنا أحيانًا في منتصف موقف سلبي كتكاسلنا عن أمر أردنا إنجازه، أو تقصيرنا في علاقاتنا مع الأشخاص من حولنا، لا تنظر لتكاسلك ولا تنظر لتقصيرك. (السؤال الثالث) ولماذا سأفكر بإيجابية ولن أفكر بسلبية في موقف كهذا؟ (الإجابة) النظرة السلبية ستكون بتعنيفك لذاتك. أما النظرة الإيجابية هي حين نسأل أنفسنا عن الحلول.
    1. طريقة كتابة النتيجة السابقة: ابحث عن الإيجابية في المواقف السلبية. نجد أنفسنا أحيانًا في منتصف موقف سلبي كتكاسلنا عن أمر أردنا إنجازه، أو تقصيرنا في علاقاتنا مع الأشخاص من حولنا، أو ربما تسليم عمل لعميل لم ننجزه بالطريقة المطلوبة. النظرة السلبية ستكون بتعنيفك لذاتك ونعتها بكلمات محبطة. أما النظرة الإيجابية هي حين نسأل أنفسنا عن الحلول أو الدروس التي تعلمناها من ذلك الموقف. فلا تنظر لتكاسلك أو تقصيرك، ابحث عن الحل؛ في الحل إيجابية.
  8. الآن لديك أساس المقال، كل ما عليك هو كتابة الفقرة الأولى والنهائية بأسلوب يتناسب مع المحتوى. فإن كان المحتوى يحتوي على تجاربك الشخصية، ستخبرنا المقدمة شيئا عنك، وإن كان بناءا عن بحوثات، فقد تحتوي المقدمة على حكمة قالها شخص معروف عن الإيجابية. أما الفقرة النهائية فقد تكون مشجعة للقارئ للبدء الآن، أو تحتوي على المختصر المفيد للمقال تثبيتا للمعلومات، أو إضافة الخطوات التالية لمعرفة المزيد “كالنصح بقراءات أخرى”.
    1. النتيجة للمقدمة: المقال يحتوي على خبرات شخصية وبحوث علمية، لذا تتكون المقدمة من مزيجا من الاثنين مع طرح بعض الأسئلة التي تحفز القارئ على متابعة القراءة، مثال للمقدمة: هناك شخص إيجابي وهناك شخص سلبي، متفائل ومتشائم، منجز ومؤجل، أيهم تريد أن تصبح؟
    1. النتيجة للفقرة النهائية: الهدف من المقال هو تشجيع القارئ على التطور والتقدم، مثال للنهاية: الإيجابية ليست إلا أسلوب حياة، باستطاعتنا جميعا الامتثال بها وتطبيقها. قد تكون مرهقة في بداية الأمر، ولكنها حتمًا مجزية. ماذا تنتظر؟ ابدأ الآن!
  9. أضف عنوانا شيقًا وواضحا لموضوعك؛ فكونه مقالا يحدد لك أمورا أساسية، مثلا: ألا تتجاوز كلمات العنوان أربع كلمات، ألا يكون العنوان مبهما فلا يعلم القارئ لم عليه قراءته أو ينتج عن ذلك لفتك لانتباه فئة مختلفة عن فئتك المستهدفة.
    1. النتيجة السيئة: (عشرة خطوات بسيطة لتصبح حياتك أكثر إيجابية) أو (قل وداعا اليوم). الأولى طويلة والثانية مبهمة.
    1. النتيجة الجيدة: (الإيجابية أسلوب حياة) أو (خطوات لتصبح أكثر إيجابية) أو (وداعا للسلبية، أهلا بالإيجابية).
  10. الخطوة الأخيرة والأهم؛ اترك محتواك لبضع ساعات أو ربما أيّام ثم أعد قراءته وتأكد من النقاط التالية: وضوح المحتوى وتسلسل الأحداث، الإملاء واللغة، عدم التكرار، صحة المعلومات، ذكر المصادر إن وجد، المطابقة للشروط المذكورة في الخطوة الأولى هنا. قراءة المحتوى بصوت عالٍ أو مراجعته عن طريق شخص آخر تساعدك على تفقد الأخطاء بشكل أفضل.

هذه الخطوات اتبعها شخصيًّا عند كتابة أي محتوى، سواء كان مقالا أو قصة (مع زيادة التفاصيل كلما زاد تعقيد المحتوى)، ووجدت أنها أكثر الطرق فعالية لكتابة محتوى واضح وملفت. كخطوة أولى، يمكنك تحليل هذا المقال والبحث عن جميع الخطوات المذكورة فيه، ومن ثم كتابة محتوى عن الإيجابية كخطوة ثانية. ماذا تنتظر؟ قم واكتب الآن!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *