ما دمت وصلت إلى هنا.. لا ترحل دون أن تترك أثرًا
بدأت قصّتي وأنا في الصّف الثّالث المتوسط، حين درسنا في حصة التّعبير ـ نعم أنا من ذاك الجيل المُميز الذي صرف من وقته نصف ساعة كاملة من الصّفوف المدرسية لدراسة فنّ الحديث والكتابة – عن فنون القصّة القصيرة. بدأ الواجب بإكمال قصّة مكتوبٌ بدايتها، ثم اكمال قصّة أخرى مكتوبٌ نهايتها، ثم كتابة قصّة كاملة. لم أدرك حينها أنني بصفتي طفلة “كذّابة” – كما أطلق عليّ البالغين – أستطيع تأليف قصّة من صنع خيالي، هذه المساحة الآمنة للكذب سال لها اللّعاب، فكتبتُ القصّة بحماس وشغف أخفيتهم عن الجميع؛ رغم أنني كنت أيضًا طفلة شفّافة تحكي كل شيء مع الكثير من البهارات. سلّمتُ ذلك الواجب اللّذيذ، وجلستُ مكاني خائفة من العار؛ فقد تكتشف المعلّمة أن تلك القصّة ليست إلا كذبًا. تخبطت قدمايّ وتسارعت نبضات قلبي حينما رن اسمي في فمها في المرة التّالية: لقد قرأت القصّة لا محالة والآن ستكتبُ اسمي على سبورة الفصل لتحذير الطّالبات من اتباع خطواتي الكاذبة! إلا أنها طلبت مني دونًا عن زميلاتي أن أقرأ تلك القصّة ذات الصّفحة ونصف، فقرأتها والطّالباتُ في صمت ينصتنَ.. أنهيتها.. فصفقنَ بحرارة.. همست المعلمة في أذني: ستصبحينَ كاتبةً عظيمة!
تخبطتُ كثيرًا منذ تلك اللّحظة في المرحلة الثّانوية في المدرسة ما بين القصص التي اكتبها بدلًا من الواجبات، والتي تنقّلت بين أيادي الزّميلات وغير الزّميلات من المراحل الدّراسية الأخرى، وبين الدّراسة وحلم والديّ أن أصبح “طبيبة أو مهندسة”. شاء الله وجعل الطّب بعيدًا جدًا عني، وقُبلتُ في الصّحافة! لم يكن وقتها أمامي إلا خطوة واحدة، وهي كتابة اسمي على الورق، لكنني سمعتُ بكاء أمي، فتنازلتُ عن الصّحافة بحثًا عن الهندسة، ودرست أربع سنواتٍ في جامعة خاصّة علمتني كل شيء إلا الكتابة.. حتى دروس الحياة تعلمتها من المسطرة واللّوحة والدّم الخارج من إصبعي.
تخرّجتُ بامتياز مقتنعة أنني مهندسة، لأصطدم بضياع الحلم في شهادة عنوانها “خريجة تصاميم”! نسيتُ وقتها ذاك الحلم وأكملتُ الطّريق بحثًا عن نفسي.
عملتُ مرشدةً طلابية، مصوّرة، مصمّمة دعوات، مسؤولة تطويرأعمال، أخصائية تسويق، مُستشارة تسويقيّة، حتى وصلت إلى كاتبة إبداعيّة! وفي صراع البحث عن الذّات، كتبتُ روايتي الأولى، وفي نهاية ذلك المشوار عدتُ للحلم بقوة والذي خبئتهُ في نفسي التي نسيتها! فأسّستُ دار نشر متخصّصة في دعم الكاتب، وحصلت على رخصة الوكالة الأدبيّة.
كتابة المحتوى التسويقي للأعمال والشركات الناشئة بما في ذلك صوت الشركة ونبرتها وقيمها وأهدافها وجميع تفاصيلها حتى الملف التعريفي والموقع الإلكتروني لها. وكذلك صدرت لي رواية "لما استيقظ حلمي."، وقمت بتحرير وإعادة صياغة كتب مترجمة وروايات لم تصدر بعد.
أسست دار تروي في عام 2022 بهدف إحياء الكتابة والنقد في السعودية بشكل خاص، وفي العالم بشكل عام. تُعد دار تروي من الدور الفائزة ببرنامج مسرعة أعمال النشر الذي أطلقته هيئة الأدب والنشر والترجمة بالتعاون مع منشآت.
دي خبرة 5 سنوات في مجال الأعمال، و5 سنين في مجال الكتابة الإبداعية، و8 سنوات في مجال الكتابة الأدبية.