ما دمت وصلت إلى هنا.. لا ترحل دون أن تترك أثرًا
الوكيل الأدبيّ هو المرآة التي تبيّن مجد الكاتب في انعكاسها، والبوابة التي تفتح له عوالم أوسع من الكلمات. يتولى الوكيل الأدبيّ تحسين مُحتوى الكاتب؛ فهو كالصّائغ المُحترف الذي يبرز جمال الجواهر، وكالفارس المغوار الذي يخوض ساحات المفاوضات مع دور النّشر، ليضمن للكاتب في النّهاية مقعدًا مرموقًا ومكانًا مُتميزًا في عالم الأدب. علاقاتهُ النّافذة مع النّاشرين وصناّع المحتوى تفتح أمام الكاتب آفاقًا لم يكن ليبلغها وحده، وفي رعاية هذا الوكيل، يحلّقُ الكاتب بجناحيه في سماء الطمأنينة، متفرغًا لإبداعه دون تشتت، بينما يحرس الوكيل حقوقه ويصقل حضوره في مشهد الأدب.
في مؤسسة “دار تَرْوِي” نتعامل مع جميع الكتّاب في مختلف المشاريع، ونأتي لهم بالمختص المُحترف والمُناسب ليساعدهم في مشوارهم الأدبيّ، لكن في وكالتي الأدبيّة، أفضّلُ كتب الرّواية سواء لليافعين أو الكبار، والكتب الفكرية الخاصة بالأعمال أو تطوير الذّات أو ما شابههم؛ وهي المجالات التي أرى فيها شغفي وقدرتي على مساعدتكَ لتطويرها وجعلها في أفضل صورة مُمكنة بإذن الله.
القصة برغم من بساطة الكتابة والاعتماد على الحوار أكثر؛ كانت مشوقة جدًّا. حتى أنني أنهيتها بسرعة خيالية بالنسبة لي.
أبدع الكاتب هنا في الوصف الذي كان أشبه بالفيلم السينمائي، الخيال المفصل لجميع الحواس جعلني أشعر وكأنني هناك مع بطل القصة أعيش معه مأساته.
قرأت الكتاب بنسخته الإنجليزية الأصلية، وأكثر ما أعجبني في الكتاب هو قرب الكاتب من القارئ وكأنه صديقه وليس معلما يعلمه. قرأته بعده كتاب السماح بالرحيل الذي كان أشبه برجل حكيم يعطيه من خبرته، لكنني مللت بسرعة ولم أستطع اكماله. أرى الفرق بينهما هو أن كلاهما تحدثا عن نفس الأمور، ولكن أحدهما بصفته صديقك والآخر بصفته مختصا أو رجلا كبيرًا حكيمًا. أحيانا نحتاج أن نستمع لهذا وأحيانا نحتاج لذاك.